دراسة توثيقية للحرف التقليدية المرتبطة بالماء في المغرب الوسيط، واستكشاف تأثيرها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات المحلية، مع تحليل لأنظمة تنظيمها وطرق انتقال المعرفة المرتبطة بها عبر الأجيال
حول هذه الدراسة
تقدم هذه الدراسة رصداً توثيقياً للحرف التقليدية المرتبطة بالماء في المغرب الوسيط، مع التركيز على حرفة دباغة الجلود. تستكشف الدراسة مراحل دباغة الجلد المختلفة، وأدوات العمل، والجوانب الاقتصادية، بالإضافة إلى الآثار الصحية المترتبة على ممارسة هذه الحرفة. تعتمد الدراسة على مزيج من البحث الميداني والمقابلات الشفوية مع الحرفيين العاملين في دار الدباغة الكبيرة بمراكش.
ماستر: الماء في تاريخ المغرب
"كلية الاداب والعلوم الإنسانية، جامعة القاضي عياض"
مادة: الحرف المائية
تحت إشراف الدكتور: توفيق محمد لقبايبي
سنحاول في هذا المحور إعطاء نظرة عامة حول المراحل التي يمر منها الجلد، من كونه مادة خام إلى أن يصل إلى المستهلك في حلته النهائية، وما يهمنا في هذه النقطة هو طريقة عمل الحرفيين في كل مرحلة على حدى، منفتحين على الأدوات التي يشتغلون بها، والأضرار التي يمكن أن يتعرض لها المعلمية وكذا المقابل المادي لهؤلاء الحرفيين.
نعتمد في هذه الدراسة على الزيارة الميدانية التي قمنا بها إلى دار "الدباغ الكبيرة" مراكش، ومن خلال مجموعة من المقابلات الشفوية التي أجريناها مع الحرفيين كل حسب نوعية الجلد الذي يقوم بدباغته. واضعين صوب أعيننا مجموعة من التساؤلات وددنا الإجابة عليها من قبيل: كيف تتم دباغة الجلود وما هي مراحل دباغتها؟ وكيف يشتغل الحرفيين وبماذا يشتغلون؟ وما هو الأجر المادي التي يتقاضاه المعلم عن كل طرحة؟ وهل حصل تغير في المواد المستعملة في الدباغة بين الأمس والحاضر؟
دور الماء في حرفة الدباغة
الماء عنصر أساسي في جميع مراحل دباغة الجلود التقليدية. انقر أو مرر على الصورة للتفاعل مع الماء

منظر عام لدار الدباغة الكبيرة بمراكش - موقع الدراسة الميدانية
١- مراحل دباغة الجلد
مراحل دباغة الجلود - العملية كاملة
يتم تجميع الجلود بمختلف أنواعها بالمذابح الموجودة داخل الأسواق الأسبوعية الموزعة في المناطق المغربية، وخاصة منها المعروفة بتربية المواشي وبالرعي كسوس وحاحا وطانطان والداخلة وكذا مناطق الجنوب الشرقي، لتصل في مرحلة من المراحل إلى دار الدباغة لمباشرة العمل، وفي غالب الأحيان ما تتم هذه العملية تحت مراقبة المعلم، حيث يباشر مهامه عبر مجموعة من المراحل.
سنركز في العرض على صنفين من الجلود المدبوغة: (جلود الغنم والماعز) من جهة، و(جلود البقر والإبل) من جهة أخرى.
مرحلة الترقاد في الماء أو "أفزاك"
يتم وضع الجلود داخل حفرة ذات شكل دائري تسمى "القصرية" يصل فيها الماء إلى حدود ركبة الدباغ، ويمكث فيها الجلد مدة تختلف حسب طبيعة الجلد، فإذا كان هذا الأخير طريا فآنذاك يتطلب الأمر يومين وإذا كان الجلد عكس ذلك (يابسا) فإن الأمر يحتاج إلى أربعة أيام أو أكثر.
تهدف هذه العملية إلى ترطيب الجلود وإزالة بقايا الملح التي تم وضعها في الجلد بعد الذبح (في المذبح) للحفاظ على طراوتها ومنعها من التعفن خلال مدة نقل الجلود من الأسواق إلى دار الدباغة.
بعد أن يتم وضع الجلود في الماء لمدة معينة، وقبل المرور إلى المرحلة الثانية يقوم المعلم بغسل الجلود (التشلال) في صهريج خاص بذلك لتصفيته من بقايا الملح لأنها تفقد للجير قوته، لكي يكون جاهزا للمرحلة القادمة.
المصطلحات الرئيسية
-
•
أفزاك: مصطلح أمازيغي يشير إلى عملية نقع الجلود في الماء
-
•
القصرية: حفرة دائرية مخصصة لنقع الجلود
-
•
التشلال: عملية غسل الجلود لتصفيتها من بقايا الملح
مرحلة الماء والجير

في هذه المرحلة يتم خلط الماء بالجير ومادة السلفور لإزالة الشعر والشوائب العالقة بالجلد
في هذه المرحلة يوضع الجلد في الصهريج الخاص بالماء والجير، ويتم مزجه بمادة كيماوية تسمى "السّلفور Sulfur" والتي تساعد على إزالة الشعر وبقايا الشوائب التي تلتصق بالجلد. وبعد مرور عدة أيام على وضع الجلود في المجيار يتم إخراجها وتركها في مكان يدعى (بأمرواح) مدة تختلف حسب الفصول وحسب شدة البرودة أو الحرارة.
ويعمد الحرفي في هذه المرحلة إلى فصل الصوف عن الجلود باستعمال اليد فقط (أقلاع) والتحريك بطريقة مستمرة في الماء الممزوج بالجير، حتى تصل إلى الشبع التي يسميها الحرفيين "شربات الجلدة"، ليتم بعد ذلك غسله في الصهريج الخاص "بالتشلال"، للمرور إلى المرحلة المقبلة.
مرحلة الماء الممزوج بدرق الحمام
تعتبر من أهم المراحل، حيث يلعب درق الحمام دورا فعالا في تليين الجلد، ويقوم بإزالة بقايا الجير ويقتل مفعوله. فهي محطة لابد منها للحرفين إذ تأتي لاستكمال ما بدأه الجير في المرحلة السالفة، وفي نفس الوقت تهدف إلى تجهيز الجلد للمرحلة الموالية حيث تعرف جاهيزيتها ب"طاحت الجلد".
فوائد درق الحمام
- تليين الجلد بشكل طبيعي
- إزالة بقايا الجير من الجلد
- تحضير الجلد للمرحلة التالية
- مادة طبيعية تحل محل المواد الكيماوية
مرحلة الماء والرّدة أي "النخالة"
في هذه المرحلة يتم وضع الجلود في القصرية المملوءة بالماء وخليط الرّدة "النخالة"، وتسمى بمرحلة "التّخمار"، إذ يتم في بعض الأحيان استعمال مواد مخمرة لتسهيل العملية.
تعد هذه المرحلة من أطول المراحل إذ تستغرق حوالي أسبوع على الأقل، وتهدف هذه المرحلة أساسا منح الجلد ليونة وصفاء.

"تخمار الجلد بالنخالة يعطيه ليونة لا تعطيها المواد الكيميائية، وهو سر من أسرار الحرفة توارثناه عن أجدادنا. لكن هذه المرحلة تتطلب صبرا وخبرة كبيرة لمعرفة متى يصبح الجلد جاهزا للمرحلة التالية."
- الحاج محمد، معلم دباغ، 67 سنة
مرحلة الدباغ
تعتبر مرحلة الدباغ آخر مرحلة في عملية غسل الجلود وتنقيتها، حيث تستعمل إلى جانب الماء مادة طبيعية تسمى "بالميموزة"، بالإضافة إلى مادة أخرى كيماوية تسمى "كاسطرا castra"، تساهم هاتين المادتين في إعطاء الجلود حلتها النهائية لهذا سميت بمرحلة "الذبغ".
تستغرق هذه العملية 3 أيام ليتم بعد ذلك إخراج الجلود وتترك في الشمس حتى تفقد الماء العالق بها، ليتم تقطيعها أو تقسيمها لتصبح جزء واحد، يستطيع معه الحرفي تكريطها بالصدرية.
مواد الدباغة
الميموزة
مادة طبيعية مستخرجة من لحاء شجرة الميموزا، غنية بمادة التانين التي تثبت ألياف الجلد
كاسطرا
مادة كيميائية تساعد على تثبيت اللون وحماية الجلد من التلف
مرحلة التكراط أو البشير

اختلاف الأدوات حسب الحرفيين
- الخطر - يستخدم لتنظيف سطح الجلد
- القوس - يستخدم لتمديد الجلد
- الموس - يستخدم لتقطيع وتشذيب الجلد
تعتبر هذه المرحلة هي الفاصلة بين دباغة الجلد وتسويقه، فبعد أن يتم تشمسه لعدة أيام حسب الأحوال الجوية، يتوجه مباشرة الحرفي إلى مكان منعزل خاص بهذه المرحلة والتي تسمى بالبشير، حيث تحتوي على مجموعة من الأدوات كالخطر، والقوس أو الموس حسب كل معلم على حدى وحسب نوعية الجلود.
ويجب التمييز في هذه المرحلة بين الجلود الصغيرة والكبيرة، سواء من حيث الحرفيين المتخصصين في كل نوع، فالأمازيغ كانوا ينفردون بصناعة الجلود الكبيرة وخاصة البقر والإبل، وقد اشتهروا في مجموعة من المدن المغربية كتزنيت وأكادير وتارودانت، ويمتد هذا الاختلاف إلى أماكن الاشتغال أي "القصريات" التي تختلف أحجامها حسب الجلود.
في حين أن الحرفيين العرب كانوا يحترفون صناعة الجلود الصغيرة "الماعز والغنم"، وعرفوا في مدن "كفاس وسلا..." ويزاولون هذا النشاط في قصريات صغيرة الحجم.
الاختلاف في معالجة الجلود حسب حجمها
الجلود الكبيرة (البقر والإبل)
- تمر بمرحلة "التكراط" بالسكين لإزالة الطبقة العليا المتكونة من الشعر
- تحتاج إلى تشميس لعدة أيام
- تصل في النهاية إلى مرحلة البشير
- تتطلب قصريات كبيرة الحجم
- غالباً ما يتخصص فيها الحرفيون الأمازيغ
الجلود الصغيرة (الماعز والغنم)
- يكفي اقتلاع الشعر عنها باليد في مرحلة الماء والجير لسهولتها
- يمكن التحكم فيها بسهولة أكبر
- تحتاج إلى قصريات أصغر حجماً
- يتخصص فيها غالباً الحرفيون العرب
- كانت تشتهر بها مدن فاس وسلا
الجاعد أو "الهيضورة"
لا يجب أن نغفل نوعا آخر من الجلود يتم استعماله بشكل كبير من طرف المغاربة، وخاصة البدو والرحل، وهو "الجاعد" أو ما نعرفه بمصطلح "الهيضورة"، وهو جلد من جلود الظأن، يدبغ ويبقى فيه شعره، ويجعله الراكب المسافر فوق الرحل يجلس عليه.
يستعمله كذلك في الجلوس على الأرض في الصحراء، ويستفيد منه أغراضا أخرى منها، أنه يجعله بمثابة "الخوان" أي المائدة التي يوضع عليها الطعام من الثمر ونحوه، وذلك على الجهة التي ليس فيها شعر.

جلد الجاعد (الهيضورة) المميز بالاحتفاظ بالشعر
وقد انتبهنا أثناء جولتنا بموقع دار الدبغ إلى إشكال بعض المفاهيم والمصطلحات العامية التي تطلق على بعض مراحل الدبغ كأركال وأفازك... وطرحنا أسئلة كثيرة: ما هو المدى الذي بلغه المغربي أثناء عدم شعوره بالنطق بنبرة أمازيغية؟ وهل الدارجة العامية متأثرة في العمق بنظام مخارج الحروف الامازيغية؟ وهل هذه الكلمات خضعت لمقتضيات النظام الصوتي العربي أم المحلي أم هما معا؟ وهل نفس الطرح يسري على اللغة الفرنسية وغيرها؟
٢- المقابل المادي لحرفة الدباغة
يصعب على الباحث في ميدان الحرف التقليدية العتيقة الوقوف على الجانب المادي والاقتصادي بشكل دقيق، رغم أهميته الكبرى في تحديد ملامح الممارسة الحرفية بالمغرب، نظرا لمجموعة من الاعتبارات، من أهمها عدم توفر الحرفيين على دخل مستقر، واشتغالهم وفق العرض والطلب ومتطلبات السوق.

دباغ يفاوض على بيع منتجاته في سوق الجلود التقليدي
يجب أخذ عدة عوامل بعين الاعتبار، منها قوة المنافسة الأجنبية والسرعة في العمل بحكم استخدام الآلات المتطورة (المكننة)، بالإضافة إلى أن الظروف الجوية تتدخل في معظم الأحيان في تأخير العمل وإطالة مدة الدبغ. ثم تكتم أغلب الحرفيين وعدم تصريحهم بمعطيات دقيقة في ما يتعلق بهذا الموضوع.
التكاليف والأرباح في صناعة الدباغة
رغم كل العوائق حاولنا ملامسة الجانب المادي من خلال رصد أهم التغيرات التي يعرفها الجانب المادي في حرفة الدباغة. اعتمادا على الزيارة الميدانية والروايات الشفوية التي استقيناها من الحرفيين، قمنا بإعطاء تصور حول الدخل الفردي لكل معلم من خلال عدد الطرحات المصنوعة، وتتبع مسار الطرحة من مرحلة الشراء (ثمن شراءها) إلى مرحلة البيع (ثمن بيعها)، مرورا بالمدة التي تصنع فيها، وكذلك المواد التي تستعمل في دباغتها (أثمنة المواد المستعملة).
نوع الجلد | ثمن الشراء (الوحدة) | ثمن المواد المستعملة | مدة الإنجاز | ثمن البيع (الوحدة) | الربح (تقريبي) |
---|---|---|---|---|---|
جلد الغنم | 70-100 درهم | 15-20 درهم | 7-10 أيام | 150-200 درهم | 50-80 درهم |
جلد الماعز | 60-90 درهم | 15-20 درهم | 7-10 أيام | 130-180 درهم | 40-70 درهم |
جلد البقر | 300-500 درهم | 80-100 درهم | 12-15 يوم | 600-800 درهم | 200-220 درهم |
جلد الإبل | 400-600 درهم | 100-120 درهم | 15-20 يوم | 800-1000 درهم | 250-300 درهم |
ملاحظات اقتصادية
- حرفة الدباغة تزاوج بين الصناعة والتجارة، تبدأ بالتفاوض والمضاربة في سوق الجلد وتنتهي ببيع المنتج النهائي.
- يعمد الدباغ إلى شراء كميات متوسطة أو كبيرة من المواد الخام بهدف الرفع من هامش الربح.
- يتحكم قانون العرض والطلب في عملية البيع، مما يجعل الأسعار متذبذبة حسب المواسم.
- يتعامل أغلب الحرفيين بنظام "البيع بالدين"، حيث يتم تسليم الجلود للتجار مع استرداد ثمنها لاحقاً بعد تسويقها.
- تؤثر العوامل المناخية على مدة الإنتاج وبالتالي على الدخل الشهري للحرفي.
التحليل الاقتصادي لحرفة الدباغة
٣- الأمراض المترتبة عن حرفة الدباغة
يشتغل الدباغون في مجال مفتوح على مصراعيه أمام التعرض للأمراض والأوبئة من جراء احتكاكهم الدائم بالجلود النيئة والمتعفنة، ووقوفهم لمدد طويلة داخل الصهاريج المليئة بالماء، مما يسبب أمراض فتاكة تصيب المفاصل يصعب معالجتها بشكل نهائي.
في إطار الزيارة الميدانية التي قمنا بها إلى دار "الدباغ الكبيرة"، كان من بين الأسئلة التي شغلت بالنا حول ماهية الأمراض التي يصاب بها الدباغون؟ وكيف يتعاملون معها؟ وهل يتمتعون بتغطية صحية أو يستفيدون من امتيازات في المجال الطبي لاسيما، وارتباطها اليوم بمؤسسات حديثة تتمثل في التنظيمات الجمعوية؟
من المعلوم أن حرفة الدباغة تمارس بطرق تقليدية، أساسها المجهود العضلي الذي يقوم على ضغط الجلود بالأرجل وغسلها بالأيادي لنزع ما تحمله من شوائب، مما يطرح إشكالية تعرض الحرفين لأمراض جلدية كثيرة، كما أن المواد المستعملة هي مواد كيماوية سامة تسبب حروق جلدية كمادة السلفور والجير، وخصوصا أن الحرفيين كانوا يشتغلون بدون أي وسائل وقاية تذكر.
فإلى عهد قريب كان معظم المعلمين يشتغلون بسراويل قصيرة ويدبغون الجلود بدون انتعال الأحذية، مما ساهم في تعرض الكثير منهم لأمراض العظام والبرودة مما يؤثر على العمود الفقري، ويسبب صعوبة في الوقوف والتحرك بشكل سليم. أما في الفترة الحالية فلقد أصبحوا يزاولون مهامهم بانتعال أحدية عالية تسمى "البوط les bottes"، والقفازات البلاستيكية للحماية.
ورغم استعمال هذه الأدوات إلا أنها لا تمنع الجلد من التعرض لحروق خطيرة ناتجة عن المواد المستعملة أثناء مراحل الدبغ، ومع ذاك فهي تساهم ولو شيئا ما في تقليص نسبة الإصابة من الحروق.
الأمراض الشائعة لدى الدباغين
أمراض جلدية
تهيج الجلد، حروق كيميائية، التهابات جلدية، تقرحات ناتجة عن التعرض للمواد الكيميائية السامة
أمراض المفاصل والعظام
آلام الظهر، مشاكل في العمود الفقري، التهاب المفاصل، أمراض الروماتيزم بسبب الوقوف الطويل في الماء البارد
أمراض تنفسية
مشاكل في الجهاز التنفسي، حساسية، ضيق التنفس بسبب استنشاق الأبخرة المتصاعدة من المواد الكيميائية
التغطية الصحية
نادراً ما يتم تنظيم حملات طبية من طرف الجمعيات المدنية، لتلقي العلاج بشكل مجاني مع توفير بعض الأدوية، كالمراهم الجلدية المضادة للاحتراق، وتوزيع بعض الأدوات بشكل دوري كالقفازات وبعض الملابس الجلدية.
التنظيم الحرفي للدباغين بين التقليدي والعصري

مجموعة من الدباغين المنتظمين في إحدى الجمعيات المهنية الحديثة
التنظيم الحرفي للدباغين بين التقليدي والعصري
لا يمكن فهم مختلف التنظيمات التقليدية لحرفة الدباغة ولجميع الحرف دون العودة إلى أعراف السكان المحلين، فحسب تصورنا فإن مختلف القوانين المنظمة للحرف تدين في وجودها لهذه الأعراف، لأنها في جذورها وأصولها تنظيمات قديمة متجدرة في عمق التاريخ.
والحياة داخل الجماعة لا تخلو من منازعات (اقتصادية، وعائلية، وجنائية...) ولضمان الاستقرار الأمني تم سن هذه القوانين "في منطقة سوس مثلا والمدونة على ألواح خشبية أو على جلود الحيوانات أو على ورق ضاربة في القدم".

تنظيمات تقليدية في جزولة
برز في جزولة هيئتين أو تنظيمين من خلال قراءة ألواحها، مما يدل على وجود نظام قضائي عرفي بسوس، وهما:
- العلماء: هم من حملة القرآن ومتفقهون في الدين، يتولون النظر في توزيع أنصبة الماء والإرث والزواج والطلاق، وغالبا ما يكون الحكم بالتراضي في أي مسألة تعرض عليهم.
- أعيان الجماعة (ئنفلاس): مفرده أنفلوس ومعناه المعين أو المقدم أو النقيب أو العريف، ومهامهم تنحصر في الجنايات وبعض المسائل المدنية، وما يحدث في الأسواق من غش ونقص في المكاييل والوزن وما إلى ذلك.

دور الأعيان في مراقبة الأسواق
ينفذ الأعيان ما أبرمته القبيلة في لوح السوق، بهدف الحفاظ على الأمن داخله، لذلك تنظم الحراسة الليلية والنهارية، كما يراقب الأعيان الموازيين والمكاييل وسوق الحيوانات، ويتم الإعلان بواسطة البراح من تم ضبطه متلبسا مما يجعله عرضة للغرامات والعقوبات.
"لقد تحدث روجي لوطورنو في كتابه 'فاس قبل الحماية'، عن بعض العقوبات ووسائل الإكراه التقليدية التي يردع بها الغشاشون من الدباغين والخرازين، وهي عقوبة التشهير أو التطويف والتجوال الإجباري... معترفا جهرا بخطئه..."
وليس لهؤلاء الأعيان مرتب مضمون لا من بيت المال ولا من القبيلة، بل يكتفون بنسبة مئوية مما ينصفون به المخالفين.
ولقد مرت حرفة الدباغة مثلها مثل جل الحرف التقليدية العتيقة، بمراحل تنظيمية مهمة، فالتنظيم شكل أداة لاستمرارها في ظل التغيرات التي كانت تهددها من حين إلى حين. وفي اعتقادنا بأن ما كان لحرفة الدباغة من شأن كبير داخل النخبة المغربية وما نسجه الحرفيين من علاقات قوية مع السلطة في الفترات الوسيطية والحديثة، وبناءا على الأعراف القديمة ساهم في توفير تراكم تنظيمي مهم، انطلق في أشكاله البسيطة من الأسواق الأسبوعية نموذج (سوس-جزولة)، إلى تنظيمات مركبة ظهرت في المدن (نموذج الدباغة).
التنظيم الحرفي التقليدي للدباغين
الانتشار الواسع للدباغة وما كانت تدره من أرباح كبيرة في بلاد المغرب جنبا إلى جنب مع حرف أخرى "حيث تعتبر طائفة صناع الجلد من دباغين وخرازين وطرافين وصماطين من أهم الحرف في صناعات المغرب التاريخية، وذلك بكثرة من يشتغلون بها ويعيشون منها وبالتقاليد المراعاة فيها وقواعد حسبتها والطرائف والعوائد المرتبطة بها" مما ساهم بدوره في تعزيز هذا التنظيم.
وفي هذا الإطار "استوجب التنظيم العام لهذه الحرف في بلاد المغرب أن يكون لكل طائفة أو مجموعة من أصحاب الحرفة الواحدة 'عريف' يشرف عليه، ولم يكن ينتخب بواسطة زملائه، وإنما يختاره المحتسب".
هيكل التنظيم التقليدي
المحتسب
هو الذي يقيم الانسجام الضروري بين الحرفيين، وهو الذي يسعر المواد الضرورية لحياة المدينة (المواد الأساسية)، ويسهر على سيادة الاستقرار في أسعار الصرف، وهو الذي يتحكم في النزاعات التي لا تفتأ تثار بين التجار والصناع، وبين البائعين والمشترين، ويسهر على أمانة المبادلات ويعاقب المدلسين.
الأمين
هو حرفي اكتسب تجربة ومهارة قل نظيرهما، وعمل لفترة زمنية طويلة في المجال، فأصبحت له دراية بحيثيات الحرفة وكل ما يتعلق بتنظيمها. يتم اختياره من طرف مهنيي هذه الحرفة، لاتسامه بالأمانة وكونه موضع ثقة، يستطيع أن يسهر على تسيير أمورهم وحل قضاياهم المهنية، ومراقبة الإنتاج والدفاع عن مصالح أعضاء هذه الحنطة.
المعلم
يتميز بإتقانه للحرفة، حيث يسبر أغوارها حتى يصل إلى هذه الدرجة، فهو لا يقل عن مكانة الأمين من حيث الخبرة ومع مرور السنوات يمكن أن يكون أمينا بدوره، وفي دار الدباغة يملك كل معلم قصرية أو أكثر، ويكون له مجموعة من المتعلمين.
المتعلم
يكون تابعا للمعلم يساعده في عمله، ويقوم بمجموعة من المهام التي يلزمه بها معلمه، وكانوا شبانا أو صبيانا يتعلمون الحرفة، يكتفون في البداية بمشاهدة المعلم والعمال يشتغلون ويؤدون بالمقابل بعض الخدمات الطفيفة... وكان المعلم يعطيهم من حين إلى آخر قطعة نقدية صغيرة إذا سر بهم، تلك كانت جائزة لا أجرة. وإذا ما استطاعوا أن يؤدوا خدمات كافية كانوا يتقاضون أجرة أسبوعية تافهة في البداية، وتزداد أهمية كل ما ازدادت معلوماتهم.

التنظيم العصري
حاول الحرفيون في الفترة الراهنة تنظيم أنفسهم في إطار جمعيات وتعاونيات، استجابة لمتطلبات العصر، خصوصا أن الأشكال التنظيمية العتيقة لم تعد مواكبة لمختلف المتغيرات سواء من حيث العمل وكذلك من حيث تسويق المنتجات الجلدية، في ظل المنافسة العالمية، والتصنيع الآلي الحديث.
في حين أن الدولة تدخلت في شق التكوينات المرتبطة بهذه الحرفة، من خلال فتح أوراش متنوعة لتأهيل اليد العاملة الحرفية ومدها بالأسس العلمية لطرق العمل، وفي هذا الإطار سنحاول الوقوف على هاتين النقطتين باقتضاب على الشكل الآتي:
من حيث التنظيم
ساهمت مجموعة من العوامل في الدفع بالحرفين التقليدين إلى التكتل في تنظيمات عصرية تتمثل في الجمعيات المدنية، من أهمها المنافسة القوية للصناعات الحديثة، حيث أن استعمال الآلات في دباغة الجلود رفع من التحدي بالنسبة للحرفين التقليدين لا سواء من حيث جودة منتوجاتهم ولا من حيث كميتها.
بالإضافة إلى أن الفراغ القانوني والغموض على مستوى النصوص التشريعية وخاصة في باب حماية الحرف التقليدية من الاندثار. وهذا ما ساهم في التوجه الجديد نحو تأسيس هذه الجمعيات الذي كان بتشجيع من الدولة، للاستفادة من الهبات المقدمة سواء منها أو من المؤسسات المهتمة بالنهوض بالصناعة التقليدية أو كذلك من الأفراد الغيورين على هذا القطاع.
وفيما يخص التنظيم التقليدي للحرفة، فلم يعد هناك أمناء كما في السابق، ولكن أصبح رؤساء الجمعيات هم المكلفين بشؤون الحنطة، ولكل حرفة جمعيتها، ويمكن كذلك أن تجتمع مجموعة من الحرف في جمعية واحدة، ويكون لها ممثل في المجالس المنتخبة وفي البرلمان.
من حيث التكوين

اهتمت الدولة في الآونة الأخيرة بتنظيم مجموعة من التكوينات لفائدة الحرفين المشتغلين بالدباغة، وكانت الأهداف العامة لهذا التوجه هو تكوين يد عاملة مؤهلة ذات كفاءة عالية، تضمن استمرار الحرفة في ظل المتغيرات الحالية، وتشجيع الشباب على الاجتهاد والابتكار في طرق العمل، بأشكال علمية رصينة.
ومن أجل مساعدة الصناع على تطوير أساليبهم أحدثت وزارة الصناعة التقليدية مراكز التكوين المهني في هذا الفن ومركبات الصناعة والعرض والبيع. فهي حرفة لازالت أهميتها واضحة في عدة قطاعات، كالسياحة، والصناعات المتطورة كصناعة السيارات التي تعتمد على الجلود المغربية المصنفة عالميا، وصناعة النسيج في شكل ملابس جلدية متنوعة، وحقائب اليد في جميع الأشكال والأنواع.
إحصائيات حول صناعة الجلد في المغرب حالياً
وحدة صناعية
يبلغ عدد وحدات صناعة الجلد حاليا حوالي 15,000 وحدة في كافة أنحاء المغرب
صانع وحرفي
تشغل هذه الوحدات ما يزيد عن 50,000 صانع، أي بمعدل 3,3 صانع لكل وحدة
تركز الإنتاج
يصنع بفاس 27% من الإنتاج وبمراكش 27% وبالدار البيضاء 23% من إجمالي الإنتاج
التوزيع حسب نوع الصناعة
فكيف يمكن تحسيس الحرفي بهذه الأهمية المتزايدة؟ وكيف يمكن تطوير الإنتاج وتسريع وثيرته مع الحفاظ على الصبغة التقليدية للصناعة التي تشتهر بها دروب وأزقة المدن المغربية؟
مقارنة بين الدباغة التقليدية والحديثة


الدباغة التقليدية
- تعتمد على المواد الطبيعية مثل النخالة ودرق الحمام والميموزة
- تستخدم القصريات والأحواض الحجرية التقليدية
- تتطلب وقتاً أطول للإنجاز (قد تصل إلى 20 يوماً)
- المهارة اليدوية هي العامل الأساسي في جودة المنتج
- تنتج جلوداً بخصائص فريدة تناسب المنتجات التقليدية المغربية
- تأثيرها البيئي محدود نسبياً لاعتمادها على مواد طبيعية
الدباغة الحديثة
- تعتمد على المواد الكيميائية المصنعة مثل الكروم والمواد الحافظة
- تستخدم أحواضاً وآلات حديثة من الفولاذ المقاوم للصدأ
- تختصر زمن الإنتاج بشكل كبير (2-5 أيام فقط)
- تعتمد على التكنولوجيا والآلات في ضبط جودة المنتج
- تنتج كميات أكبر بتكلفة أقل وبموصفات قياسية
- لها تأثير بيئي أكبر بسبب المخلفات الكيميائية
تأثير التحول نحو التقنيات الحديثة
رغم المزايا العديدة للطرق الحديثة في الدباغة من حيث السرعة والإنتاجية، إلا أن الباحثين يؤكدون أن الجلود المدبوغة تقليدياً تتمتع بمزايا لا توفرها الطرق الحديثة، خاصة من حيث متانة المنتج وعمره الافتراضي والخصائص التقليدية المميزة للجلد المغربي. وتشكل المهارات التقليدية المتوارثة عبر الأجيال جزءاً مهماً من التراث الثقافي للمغرب الذي يواجه خطر الاندثار مع انتشار الطرق الحديثة.
الآثار الاقتصادية لحرف الدباغة في المغرب
تطور الصادرات المغربية من الجلود (2020-2025)
توزيع الحرف المائية في المغرب
المساهمة في الناتج المحلي
تمثل حرفة الدباغة وصناعة الجلود 2.8% من الناتج المحلي الإجمالي للمغرب، بقيمة سنوية تقدر بـ 3.7 مليار درهم.
فرص العمل
توفر الحرف المائية أكثر من 75,000 فرصة عمل مباشرة في المغرب، بالإضافة إلى 150,000 فرصة عمل غير مباشرة في قطاعات مرتبطة.
الاستدامة البيئية
تم إطلاق 12 مشروعاً لتحسين البصمة البيئية للدباغة التقليدية، مما أدى إلى تخفيض استهلاك المياه بنسبة 35% بين عامي 2020 و2025.
خاتمة
يمكن القول بأن حرفة الدباغة، مثلها مثل جل الحرف التقليدية العتيقة، مرت بمجموعة من المراحل، عاشت فترات ازدهار بلغت حد التحكم في دواليب السلطة السياسية في البلاد، وتمكنت من أن تراكم ثروات مالية كبيرة بين الفترات التاريخية، مما ساهم في بروز مدن عرفت بصناعة الدباغة كمراكش وفاس وسلا..، ولكنها ستشهد في مرحلة أخرى تراجعا كبيرا لازال مستمرا لحدود الساعة، نظرا لعدة اعتبارات ذكرناها في ثنايا العرض.

دور الدباغة التقليدية - تراث يواجه تحديات العصر
لقد حاولنا قدر المستطاع ملامسة جوانب متعددة حسب أهميتها، وانطلاقنا من موقف الإسلام من الدباغة والدباغ، من خلال طرح نصين مهمين حول حضور الذكاة في باب الطهارة وما لها من دور في القيام بالفرائض الدينية على الوجه الصحيح، وكون دباغة الجلد هو تطهير لها، ونقصد هنا جلود الحيوانات التي يجوز أكل لحومها، وتحريم الانتفاع بجلود الخنزير نظرا لوجود نص قرآني صريح بتحريم أكل لحمه.
وفي نفس الوقت تطرقنا لموقف الإسلام من الدباغ وإن لم نجد إشارات مباشرة في هذا الباب ولكن حاولنا استخلاص مجموعة من المؤشرات حول علاقة الحرفي بموضع الدبغ وبعلاقته بالجلود. فكما نعلم أن الفرائض تستوجب طهارة المكان والملبس من جهة، ودور الدباغة تعرف بجمعها لدنس الجلود النيئة من جهة أخرى، فهذين الطرحين فتحا الباب أمامنا للإجابة عن هذا الإشكال ولو جزئيا.
أهم الخلاصات المستفادة من الدراسة
- كانت أهم الخلاصات التي لامسناها في الزيارة الميدانية، هو تموضع أماكن الصلاة في زاوية بعيدة عن أماكن تجمع النجاسة، ثم أن الحرفي وجب عليه تنظيف ملبسه وجسده أو حمايته من ملامسة النجاسة للقيام بشعائره الدينية بالشكل الصحيح.
- الرأيان اللذان وقفنا عندهما يجمعان على ما للدباغة من أدوار هامة في إضفاء الشرعية على استعمال الجلود والانتفاع بها، مما يفتح المجال للحديث عن الحرفة بحد ذاتها، التي تعتبر ذات قيمة مهمة في المجتمع الإسلامي.
- في محاولة منا تحديد الإطار الزمني والمجالي لهذه الحرفة قمنا بتتبع مجموعة من الإشارات حولها في المغرب منذ الفترة الوسيطية، واستخلاص الأهمية المحورية التي شكلتها في الدول المتعاقبة على الحكم سواء في الميدان الصناعي والتجاري وكذلك العسكري.
- بلغت طائفة الدباغين مراتب مهمة في الميدان السياسي، ولكن ستتراجع هذه الحرفة في الفترة الحديثة وخاصة في القرن التاسع عشر وما كان للتحولات العالمية من أثر على المستوى الداخلي في المغرب.
- اتجهنا لدراسة جانب مظلم في المجتمع يرتبط بالمعتقدات الشعبية، ووقفنا عند مجموعة من النقط التي عملنا على تحليلها قدر المستطاع، فمن الصعب البحث في حيثيات هذا الموضوع نظرا لعدة اعتبارات، أهمها الخوف الذي يعتري الحرفيين وخاصة عندما تطرح عليهم أسئلة مباشرة حول آرائهم حول هذه النقطة.
- استنتجنا أن الدباغة حرفة سائرة نحو الاندثار، ليس لعدم أهميتها وإنما لغزو الصناعة الجلدية الأجنبية، التي تتميز بالدقة في الكيف والكم. ولا يمكن إعادة الاعتبار للصناعة المحلية إلا بإعطاء الجيل الجديد من الحرفين فرصة للاجتهاد والعمل بشكل علمي حديث وعقلاني ومنظم، لعلهم يرفعون تحدي السير بالحرفة إلى مصاف الدول المتقدمة.
لائحة المصادر والمراجع
المصادر
- القرآن الكريم، برواية ورش.
- ابن حوقل أبو القاسم النصيبي: "صورة الأرض"، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان، 1992م.
- ابن خلدون عبدالرحمان: "العبر وديوان المبتدأ والخبر في تاريخ العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من دوي السلطان الأكبر"، طبعة مصححة، أخرجها أبو صهيب الكرمي، بيت الأفكار الدولية، الأردن.
- ابن الزيات يوسف بن يحيى التادلي: "التشوف إلى رجال التصوف وأخبار أبي العباس السبتي"، تحقيق: أحمد توفيق، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، 1404هـ/1984م.
- الإمام الشافعي، تقي الدين أبي بكر بن محمد الحسيني الحصني الدمشقي: "كفاية الأخيار في حل في غاية الاختصار"، تحقيق وتعليق: كامل محمد عويضة، نشر دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1422هـ/2001م.
- الأندلسي، أبو محمد علي ابن أحمد حزم: "المحلى بالآثار"، كتاب الطهارة، تحقيق: عبدالغفار سليمان النياري، ج1، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط3، 1424هـ/2003م.
- الجزنائي أبو الحسن علي: "جني زهرة الآس في بناء مدينة فاس"، تحقيق عبد الوهاب ابن منصور، مؤرخ المملكة المغربية، ط2، الرباط، 1411ه-1991م.
- السملالي العباس بن إبراهيم: "الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام"، راجعه عبدالوهاب ابن منصور، ج1، ط2، المطبعة الملكية، الرباط، 1413هـ/1993 م.
- الشريف الإدريسي: "نزهة المشتاق في اختراق الآفاق"، المجلد الأول، نشر مكتبة الثقافة الدينية.
- الشيبلي، بدر الدين ابي عبدالله محمد بن عبدالله: "آكام المرجان في أحكام الجان"، صححه: أحمد عبدالسلام، منشورات دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.
- القرافي أحمد ابن إدريس: "الذخيرة"، باب الطهارة، تحقيق: محمد حجي، الجزء الأول، ط1، دار الغرب، بيروت، لبنان، 1994.
- الكتاني أبي عبدالله محمد بن جعفر بن ادريس: "سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء الصلحاء بفاس"، الموسوعة الكتانية لتاريخ فاس، ج1، تحقيق: الشريف محمد بن علي الكتاني.
- الناصري أحمد بن خالد: "الاستقصا لاخبار دول المغرب الأقصى"، تحقيق وتعليق: جعفر الناصري، محمد الناصري، دار الكتاب، الدارالبيضاء، 1954.
المراجع والدراسات
- أديوان محمد، المصطلحات الأمازيغية في تاريخ المغرب وحضارته، تحت إشراف: محمد حمام، ج2، نشر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مطبعة المعارف، الرباط، 2005.
- أزايكو علي صدقي: "نماذج من أسماء الأعلام الجغرافية والبشرية المغربية"، منشورات المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
- أمرير عمر: "الشعر الأمازيغي المنسوب إلى سيدي حمو الطالب"، منشورات جامعة الحسن الثاني"كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الدارالبيضاء، 5 ربيع الثاني 1407هـ/8 دجنبر 1986م.
- أوسوس محمد: "كوكرا في الميتولوجيا الأمازيغية"، نشر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مركز الدراسات الأنتروبولوجيا والسوسيولوجيا، سلسلة دراسات رقم 9، 2008.
- بن الشرقي حصري أحمد: "ارتسامات ومعطيات تاريخية حول مدينة مراكش"، ج1، المطبعة والوراقة الوطنية، مراكش، 1986.
- باصي روني: "أبحاث في دين الأمازيغ"، ترجمة بوقريقة يوسف وحمو بوشخار، مطبعة النجاح الجديدة، ط1، 2012.
- بشير عبدالرحمان: "اليهود في المغرب العربي ما بين 22هـ\_ 462هـ/642م_1070م"، نشر عين الدراسات والبحوث الإنسانية والإجتماعية، ط1، 2001.
- تقي عمر: "الأمازيغية ومصطلحاتها القانونية"، مطبعة فضالة، المحمدية، 1997.
- الدباغ محمد عبدالعزيز: "معلمة المغرب"، ج12، الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، مطابع سلا، الرباط، 1984، ص: 3957.
- السبتي عبد الأحد وفرحات حليمة: "المدينة في العصر الوسيط، قضايا ووثائق من تاريخ الغرب الإسلامي"، المركز الثقافي العربي، ط1، 1984.
- الشابي مصطفى: "النخبة المخزنية في مغرب القرن التاسع عشر"، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط، 1995.
- الطويل محمد حجاج: "معلمة المغرب"، مادة: الجير، ج10، الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، مطابع سلا، الرباط 1984.
- الطويل محمد حجاج: "معلمة المغرب"، مادة الجلد، الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، ج10، مطابع سلا، الرباط، 1984.
- العبودي محمد بناصر: "معجم السفر والارتحال عند العامة"، دار الثنوثية للنشر والتوزيع، الرياض، 1433هـ/2012م.
- مارمول كاربخال: "إفريقيا"، ج2، ترجمة: محمد حجي، محمد زنيبر، محمد الأخضر، أحمد توفيق، أحمد بنجلون، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرباط، 1404هـ/1984م.
- المحامى محمد عبدالله عناى: "تاريخ العرب في اسبانيا أو تاريخ الأندلس"، ط1، منشورات مطيعة السعادة، 1924.
- حماد محمد راشد: "نجارة الأثاث في مصر القديمة"، تقديم: زاهي حواس، مطابع المجلس الأعلى للآثار.
- حسن علي حسن: "الحضارة الإسلامية في المغرب والأندلس عصر المرابطين والموحدين"، كلية دار العلوم جامعة القاهرة، ط1، منشورات الخنانجي، مصر.
- رجب عبد الجواد إبراهيم: "معجم المصطلحات الإسلامية في المصباح المنير"، دار الآفاق العربية، ط 1، القاهرة، 1423هـ/2002م.
- زوانات زكية: "معلمة المغرب"، ج12، الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، مطابع سلا، الرباط، 1984، ص3960.
- لوطورنو روجي: "فاس قبل الحماية"، ج 1، دار الغرب الاسلامي، ترجمة: محمد حجي ومحمد الأخضر، بيروت، لبنان، 1406هـ/1486 م.
- محمد شفيق: "المعجم العربي الأمازيغي"، ج1، أكاديمية المملكة المغربية، الرباط، 1989، ص:153.
- شفيق محمد: "الدارجة المغربية مجال توارد بين الأمازيغية والعربية"، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، 1999.
عن المؤلفين
ماستر: الماء في تاريخ المغرب
"كلية الاداب والعلوم الإنسانية، جامعة القاضي عياض"
مادة: الحرف المائية
تحت إشراف الدكتور: توفيق محمد لقبايبي
تاريخ النشر: ١٩ فبراير، ٢٠٢٥
آخر تحديث: ٦ أبريل، ٢٠٢٥