الدباغة-التقليدية الحرف-المائية التراث-الصناعي التلوث-الصناعي

صناعة الدباغة المغربية: تراث مائي بين التقليد والمعاصرة

24 March، 2025
10 دقائق للقراءة
التراث-الثقافي
صناعة الدباغة المغربية: تراث مائي بين التقليد والمعاصرة

رصد تاريخي وإثنوغرافي لتطور صناعة الدباغة في المغرب، مع تحليل لأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ودراسة للتحديات التي تواجهها في ظل متطلبات التنمية المستدامة، والجهود المبذولة للحفاظ عليها كتراث ثقافي ومادي مع تلبية المعايير البيئية الحديثة

حول هذه الدراسة

تقدم هذه الدراسة رصداً تاريخياً وإثنوغرافياً لتطور صناعة الدباغة في المغرب، مع تحليل لأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. تبحث الدراسة في موقف الإسلام من هذه الحرفة، وتتتبع تطورها التاريخي وانتشارها في المغرب، وعلاقة الدباغين بالسلطة، وتأصيل لقب "الدباغ" في المجتمع المغربي، بالإضافة إلى استكشاف علاقة هذه الحرفة بالتراث الشعبي والمعتقدات المرتبطة بها.

موقف الإسلام من الدباغ

لابد من الإشارة مسبقاً إلى صعوبة الإجابة على هذا الإشكال بشكل مباشر، وإنما سنحاول طرق باب مجموعة من الحيثيات، مرتبطين دائماً بوجوب الطهارة لأداء الواجب الديني على أكمل وجه.

منظر لمهنة الدباغة من منظور إسلامي

دباغة الجلود بين الطهارة والنجاسة في المنظور الإسلامي

إن مبدأ طهارة البدن والملبس ومكان الصلاة في علاقته بالدباغة، يحيلنا بشكل مباشر على الأمكنة التي يشتغل فيها هؤلاء الحرفيون. فكما نعلم جميعاً أن جل دور الدباغة تستقبل كميات كبيرة من الجلود النيئة من كافة الأنواع. فهذه المادة الخام تحمل ما تحمله من الشوائب والروائح الكريهة، فهي بمثابة جيف تستقطب من الأسواق على حالتها وربما في بعض الأحيان يتم طليها بالملح لكي تحافظ على طراوتها وليونتها، ولكن هذا لا يمنعها من التعفن، ويجعلها بؤرة للروائح النتنة.

يعمل الدباغون على تنقية هذه الجلود على مدى أيام قد تصل إلى الشهر فما فوق، مما يجعلنا نقف عند نظافة هذه الأمكنة التي تكون غير جائزة للصلاة فيها، وإنما يتم اتخاذ مناطق بعيدة شيئاً ما كمساجد للصلاة.

"ويمنع من طرح الأزبال والجيف وما أشبهها من المحجات، فإن ذلك يضر بالديار، فأما الأوساخ، فإنها لنجس، ولاسيما عن المطر يكلفون بنقل ذلك إلى خارج البلد، وتتعاهد المساجد ورحابها وما دار بها من طرح الأزبال بفنائها والبخسات، وينهى من فعل ذلك فإن عاد عقب".

- عبد الأحد السبتي

فهذا المنع من طرح بقايا الجلود كان سبباً في اختيار مواقع إنشاء دور الدباغة. ويبقى الإشكال الذي يفرض نفسه بشدة هو الحرفي الموكول له مهمة تنقيتها ودباغتها، وعلاقته مع الشعائر الدينية، وخاصة أن هذا العمل يفرض اتصاله المباشر بهذه الجلود، من خلال فركها سواء باليد أو بالأرجل.

مسألة الطهارة والنجاسة في ممارسة حرفة الدباغة

رغم أن كل نجاسة ليس فيها أمر بصفة ما فإنها على الناس أن يصلوا بغير نجاسة في أجسامهم ولا في ثيابهم ولا في موضع صلاتهم، وكل تطهير لنجاسة أمر الله تعالى به على صفة ما فإنه لا يجزى إلا بنية وعلى تلك الصفة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"

ومن هنا فالواجب هو تنظيف البدن والملبس كلما انتهى الحرفي من عمله، واختيار مواضع نظيفة لأداء الصلاة.

يجب أن نبدي ملاحظة مهمة في هذا الصدد، مفادها أن طريقة عمل الدباغين ولباسهم اختلف بشكل كبير عما كان عليه في الفترات الوسيطية، فلقد كانوا يشتغلون بملابس عادية، سراويل قصيرة وبدون وسائل وقائية، في حين أصبحوا الآن يشتغلون بأحذية عالية تمنع الماء النجس من ملامسة أبدانهم.

إن حرفة الدباغة رغم ما ترتبط به من نجاسات وما يحوم بالعامل بها من روائح تسبب في معظم الأحيان أمراض متنوعة، إلا أن المفهوم في حد ذاته هو التنقية ودفع المضار والاستحالات لجلب المنافع. فالجلد كما خلصنا إليه يصير مدبوغاً عند توفر ثلاث أمور:

  • نزع فضلاته
  • أن يطيب نفس الجلد
  • أن ينتهي من الدبغ في حالة بحيث لو تقع في الماء لم يعد النتن

ومعلوم أن الحياة أبلغ في ذلك من الدباغ فإذا لم تعد الحياة الطهارة فأولى أن لا يفيد الدباغ والله أعلم. ويبقى التساؤل الذي يشغل بالنا هو، ما مدى صحة ارتباط أماكن النجاسة بعالم الجن؟

التطور في وسائل الوقاية

الماضي

ملابس عادية، سراويل قصيرة، غياب وسائل الوقاية، تعرض مباشر للجلود وسوائلها

الحاضر

أحذية عالية، قفازات واقية، بدلات مخصصة، تقليل التماس المباشر مع المواد النجسة

تطور حرفة الدباغة في المغرب

النشأة ومجال الانتشار

تعتبر صناعة الجلود من أقدم الحرف في المغرب، فلقد ارتبطت بالأساس بوفرة المادة الخام (الجلد)، وخاصة ما عرفته المنطقة من ازدهار في تربية الماشية وعلى امتداد فترات تاريخية طويلة. فسكان المغرب إذا كانوا من الرحل أو أنصاف الرحل كان غالب معاشهم على تربية الحيوانات.

دور الدباغة التاريخية في المغرب

منظر لإحدى دور الدباغة التاريخية في مدينة فاس المغربية

ولعل أكبر شاهد على هذا القدم هو الانتشار الواسع لدور الدباغة في جل المدن المغربية التاريخية، وتموضعها في أقدم الحومات الحضرية (مراكش، فاس،...). حتى أن ابن خلدون اعترف للمغرب بالتفوق في هذا المضمار، بل إنه اعتبر دبغ الجلود ونسج الصوف الصناعة التي برع فيها المغاربة لكثرة موادها الخام.

"فتطورت صناعة الحياكة والفخار والحدادة والقنب، واكتست الدباغة أهميتها في سد حاجيات الجند الكبيرة في إقامته وتنقلاته من الأدوات الضرورية المصنوعة من الجلد المحلي، فجلود تافيلالت وغيرها، وخصوصا جلود لمطة المصنوعة من إيهاب الظباء المشهورة بصلابتها وإتقانها في صنع الدرق والدروع..."

إلى جانب هذا تضافرت مجموعة من العوامل الأخرى لتجعل صناعة الجلود تتبوأ مكانة مهمة في الصناعة المغربية وخاصة في الفترة الوسيطية، حيث ساهمت بدورها في تطور صناعات أخرى والتي ترتبط بمشتقات الجلود.

الاستخدامات العسكرية

استخدمت جلود تافيلالت وخاصة جلود لمطة المصنوعة من إيهاب الظباء في صنع الدرق والدروع، بالإضافة إلى سروج الخيل وقرب الماء وأحذية الجند، مما جعلها صناعة استراتيجية لتجهيز الجيوش.

الاستخدامات التجارية

شكلت الجلود المغربية سلعاً تجارية رائجة محلياً وخارجياً، حيث صدرت إلى مختلف دول أوروبا، وخاصة جنوة والبرتغال. وقد اشتهر "الجلد المغربي" (المروكان) بجودته العالية مما جعله مطلوباً في الأسواق العالمية.

الاستخدامات اليومية

استخدمت الجلود المدبوغة في صناعة مختلف المنتجات اليومية كالأحذية والنعال والحقائب والمحافظ والأحزمة والسروج، بالإضافة إلى استخدامها في صناعة أغلفة الكتب والمخطوطات وأثاث المنازل وزينتها.

توسعت دباغة الجلود بشكل كبير في الفترة الوسيطية، إذ أصبحت جل المدن في المغرب وكذلك الأندلس تعرف بهذه الحرفة، رغم تفاوت جودتها بين الضفتين، لعدة عوامل ليست واضحة لحد الساعة، مما يجعلنا نفتح بابا لطرح إشكالات عديدة في هذا الصدد من قبيل، هل عرفت الضفة الشمالية طائفة الدباغين؟ وإن وجدت هل تميزت بنفس خصائص ومميزات التنظيم التقليدي المغربي؟ وهل خصوصية المجال من حيث المواد المستعملة في الدباغة منح الجلود المغربية جودتها العالية؟

الدباغون والسلطة

لقد شكلت طائفة الدباغين عنصراً مهماً في النخبة المغربية، وخاصة في الفترة الوسيطة والحديثة، فلقد راكم الحرفيون ثروات مهمة من موارد بيع الجلود المدبوغة، في مجموعة من المدن التي عرفت بانتشار هذه الصناعة.

الثروة والنفوذ الاقتصادي للدباغين

شكلت تجارة الجلود مصدر ثروة مهماً لطائفة الدباغين، مما أكسبهم نفوذاً اقتصادياً وسياسياً في مختلف العصور.

سوق أغمات وريكة

يقول صاحب الإعلام: "فسوق أغمات وريكة يقوم يوم الأحد بضروب السلع وأصناف المتاجر يدبغ فيها أكثر من مئة ثور وألف شاة وينفذ في ذلك اليوم جميع ذلك". وهذا خير دليل على أهمية هذه الصناعة وحجم الإنتاج الكبير الذي كانت تشهده بعض المدن المغربية.

ملاحظة الوزان الحسن

لاحظ الوزان الحسن أن قبيلة هسكورة قد تفوقت مادياً على دكالة بسبب صناعتها الجلدية، حيث أشار بالأرقام إلا أن "جبل بني فنزكار في إقليم الهبط" يغل ستة آلاف مثقال سنوياً لتصديره شمع وجلود البقر إلى جنوة والبرتغال.

بلغت هذه الصناعة درجة من الرقي مما سمح للحرفيين أن يحتلوا مكانة مهمة داخل المجتمع، فكثرة من يشتغلون في هذه الحرفة من جهة، وما عرفه المجال المغربي لرواج تجارة الجلود المدبوغة من جهة أخرى، يؤكد على تواجد حرفيين مهرة ساهموا في استمرار هذا الرواج طيلة الفترة الوسيطية.

ومن هذه الفئة الذين مكنتهم مهاراتهم في الصناعة بأن يصبحوا من مقربي السلطان بفضل جودة ما ينتجون، وخير دليل على ذلك أنها كانت تبعث كهدايا سلطانية إلى الخارج. ولقد أكد الناصري على أن هذا الرواج كان "سبباً في تعسف بعض العمال مما أدى إلى ثورة السكان تمثل في ذبح الكثير من الأغنام بصفة عشوائية بحثاً عن الجلود".

ولقد أضحى الدباغون عنصراً مِؤثراً في المشهد السياسي في تلك الفترات سواء من حيث مساهمتهم في الاقتصاد الصناعي التقليدي وتمكينهم خزينة الدولة من موارد ضريبة مهمة، أو من حيث تنظيمهم داخل مجموعة فاعلة يمكن أن يتطور فكرها مما هو مبسط الذي له علاقة بالدبغ، إلى ما هو معقد باعتبارهم تكثل حرفي يمكن أن يؤثر في مختلف الأحداث.

وقد بصمت طائفة الدباغين في مجموعة من الميادين وخاصة منها العسكرية، فهذه التنظيمات الحرفية ساهمت بشكل غير مباشر في تجهيز الجيوش المغربية، التي كانت سلطتها واضحة خاصة لما توفره من منتجات جلدية كسروج الخيل، وأحذية الجند وقراب الماء.. ولهذا كان من الضروري أن يصبح ولاء أمناء هذه الحرف أحد عناصر استقرار السلطة.

ثورة الدباغين في الرباط

في القرن التاسع عشر، وتحديداً في عهد السلطان مولاي سليمان، استطاعت عائلة بركاش الإطاحة بعامل مدينة الرباط "عبد الرحمان أشعاش" التطواني الأصل وذلك بتدبير ثورة شارك فيها الخصافون والدباغون الملتفون حول عناصر من أسرة بركاش.

"مميزات الفئة الحاكمة المغربية في القرن التاسع عشر أنها لم تكن تستنكف من التقرب من العوام، بل كان من رجال تلك الفئة من نالوا شعبية واسعة لدى جماهير المدن من أهل الحرف اليدوية والصناعات الفنية."

- مصطفى الشابي نقلاً عن الضعيف الرباطي

يجب أن نقر أن مختلف الأحداث السياسية الكبرى التي عرفها المغرب من حروب "كحرب تطوان" وما نتج عنها من معاهدات اقتصادية أثر في الحرف المغربية، ومنها على سبيل التمثيل لا الحصر الدباغة، خصوصاً أن المخزن وقع تحت تأثير الغرامات المالية المترتبة عن هزيمته في حرب تطوان.

الدباغون، تأصيل اللقب

لعل الدارس لتاريخ الأسر المغربية أو ما يسمى تاريخ الكنى والألقاب، يقف عند ورود مجموعة من التسميات المرتبطة بحرفة الدباغة "الدباغيين"، مما يجعلنا نطرح مجموعة من التساؤلات حول مغزى هذه التسميات؟ وهل ارتبطت بحرفة الدباغة بشكل أو بآخر؟ وهل القوة التي شهدتها هذه الحرفة في فترة من الفترات كان وراء التلقب بهذه التسمية؟ أم هناك عوامل أخرى؟

أصول الألقاب المغربية

الدباغ: أسر شريفة حسنية

أسرتان شريفتان حسنيتان يتصل نسب كل منهما بإدريس بن إدريس، تتصل الأولى به عن طريق ولده داود، ولعلها اتسمت بهذا اللقب عن طريق احتراف أحد أبنائها حرفة الدباغة فلصقت به وبأولاده من بعده، وإليها ينتمي الشيخ عبد الواحد الدباغ المتوفى في إحدى وسبعين ومائتين وألف.

أما الثانية فيرتفع نسبها إلى عيسى بن إدريس الذي كان والياً على شالة وسلا وأزمور وتامسنا وما يتصل بها. قدم هؤلاء الدباغون من غرناطة إلى مدينة سلا في أواخر المائة السابعة.

أصول عائلة الدباغ

أصل التسمية: مستفاد دار الدبغ

لما قدم أبو العباس إلى مدينة سلا لقي ترحاباً كبيراً من لدن أهلها ومن أمراء الدولة المرينية، وأكرموه وبنيه إكراماً جزيلاً، ووفروا لهم الإقامة ومنحوهم بعض الجرايات التي يستعينون بها على مواجهة الزمان ومقاومة الغربة، وكان من بينها مستفاد دار الدبغ بهذه المدينة فنسبوا إليها منذ ذلك الحين وأصبحوا يعرفون بالدباغيين.

ولما ارتحلوا من مدينة سلا إلى مدينة فاس ومدينة مراكش ساروا يعرفون بالشرفاء الدباغين والشرفاء السلاويين.

شخصيات تاريخية حملت لقب الدباغ

محمد بن عمر الدباغ الإدريسي

هو محمد بن الصالح عمر بن البركة محمد بن إدريس بن القطب مولانا عبد العزيز الدباغ الحسني الإدريسي، وهو من أهل الخير والبركة والصلاح، اشتهر بمجموعة من الكرامات وأخذ عن شيوخ أجلاء.

يذكر أنه خرج مرة إلى ضريح جده مولانا عبد العزيز الدباغ رضي الله عنه بهذا الخارج، فلما وصل إليه، ودخل قبته، اضطجع في موضع قبره الذي هو به الآن، ثم قال لبعض أصحابه ممن كانوا معه: إذا مت فادفنوني هنا، فلم يبق بعد ذلك إلا نحو الثمانية أيام، ومات رحمه الله، وكانت وفاته بالوباء زمنه صبيحة يوم السبت خمسة عشر شهر الله المحرم عام خمسة وثمانين ومائتين وألف.

العارف الشريف سيدي محمد بن عبد الحفيظ الدباغ (بوطربوش)

من الصالحين يتكلم في التصوف وأسرار السنة والكتاب، كثير الرؤية بالنبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة والمنام، يقصده الناس في حوائجهم وله كرامات.

توفي يوم الثلاثاء سبعة محرم الحرام فاتح سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف. وقد نسب إليه العديد من الكرامات والحكايات التي تناقلها الناس في فاس وضواحيها.

تفسير انتشار لقب الدباغ

يصعب تتبع أسماء الأسر المغربية التي تحمل لقب الحرفة، ولا بد لنا من التسليم بأن فك رمز امتداد مصطلح الدباغ وانتقاله بين الأسر يصعب التحكم فيه، وذلك لعامل الهجرة.

يشير الأستاذ الشابي مصطفى إلى أن بعض الأسر التي هاجرت إلى الأندلس في منتصف القرن الخامس/ الحادي عشر الميلادي كانوا يعرفون بالشرفاء السلاويين عند نزولهم بسلا أواخر القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر ميلادي، ومنذ قدومهم إلى فاس أول المائة التاسعة للهجرة أصبحوا يعرفون بالدباغ، نسبة إلى دار الدباغ بسلا.

بالإضافة إلى وجود عامل آخر يتجلى في ما ذكره مؤلف الدرر السني أن شهرة أهله بالدباغين ليست نسبة إلى حرفة صنع الدباغ، أو دبغ الجلود، وإنما السبب هو كون أجداده قد عين لهم أمراء بني مرين مرتبا من الدباغ لما كانوا بسلا حسب ما ورد في ظهير ينص على ذلك مؤرخ بعام 790/1388م.

ومن خلال ما سبق وحسب تصورنا فإن اسم الحرفة بعد انتقاله إلى اسم العلم يعبر عن تجذر الحرفة في أشخاص يتقنونها حيث ثبت وجود مجموعة من الأسر التي تحمل اسم الدباغ. هذا الإشكال يدفعنا إلى استنتاج مفاده: أن المصطلح التاريخي له أبعاد متعددة، فهل اسم الأسرة مستمد من المجال الذي تمارس فيه الحرفة أم أن المهارة وحذق الحرفي طبعت تلقبه بها. فالثقافة تؤطر الكلمة داخل بيئة معينة في زمن محدد، هذا ما جعل لقب الدباغ يرتبط بالصنعة أكثر من المجال.

الدباغون والتراث الشعبي

الدباغ والمعتقدات الشعبية

ارتبط الفكر البشري بشكل وثيق بعالم الجن والكائنات اللامرئية حتى أصبحت الشغل الشاغل لفئات واسعة من المجتمع، ولا مناص من القول بأن المجتمع المغربي أصبح زاخراً بقصص وأساطير مرتبطة بالجن. وبناء على ما سبق فالطهارة مرتبطة بما هو مقدس والنجاسة مرتبطة بما هو مدنس، كأماكن دباغة الجلود.

المعتقدات الشعبية حول دور الدباغة

دار الدباغة التقليدية كما تصورها المعتقدات الشعبية: مكان للنجاسة وملاذ للكائنات اللامرئية

"لقد ترسبت تصورات رومانية وفينيقية وإسلامية متراكمة حول المخلوقات اللامرئية وأماكن تواجدها إلى حد الالتباس بين الجن وأرواح الأسلاف والأولياء والحرس مما جعل هوية هذه الكائنات متداخلة، وغالبا ما تأوي هذه الكائنات إلى المغارات والآبار والأماكن المهجورة، وعادة لاسترضاء هذه الأرواح تقدم لها قرابين في شكل ذبائح".

- محمد أوسوس

ومن هنا فرغم اختلاف الثقافات بين الرومانية والفينيقية ووصولا إلى الحضارة الإسلامية، إلا أنها تجمع على أماكن تواجد هذه الكائنات، ونظراً لما سلف ذكره في الفصل الأول، فإن دور الدباغة تجمع من الجلود ما يجعلها مكاناً للنجاسة وملاذاً خصباً للجن والكائنات اللامرئية.

تقول دراسات أخرى أنه "غالباً ما يوجد الجن في مواضع النجاسات كالحمامات والحشوش والمزابل والقمامين، والشيوخ الذين تقترن بهم الشياطين وتكون أحوالهم شيطانية لا رحمانية، يأوون كثيراً إلى هذه الأماكن التي هي مأوى الشياطين". والإشارة الأخيرة تحيل إلى الجنس البشري الذي يكون على علاقة وطيدة بهذه الكائنات، مما يفتح تساؤلاً عميقاً حول موقف هؤلاء الحرفيين من هذه الممارسات؟ وهل هناك أشخاص بحد ذاتهم يقبلون عليها؟

يشكل عنصر الماء أداة التواصل والعبور بين العوالم، ونقطة التماس بين عالم الإنس والجن (مبدأ الطهارة والنجاسة)، فزمن النهار يحتكره الإنسان في معاشه والليل تنشط فيه الكائنات باختلاف أسمائها وأشكالها. وهذا ما رصده الدكتور محمد أوسوس في حديثه عن أن: "الماء عموما كما يعتقد يجتذب الأرواح، لذا لا تترك المياه غير مغطاة ولا يشرب منها لأنها تصبح مسمومة بها "إمتشا نايت برا"، أي طعام الذين يسكنون في الفضاء الخارجي أو خارج البيت.

أماكن تواجد الكائنات اللامرئية في المعتقد الشعبي

أماكن النجاسة

دور الدباغة، المراحيض، المزابل والأماكن القذرة

الأماكن المهجورة

المغارات، الآبار المهجورة، البيوت المهدمة

الماء والسوائل

الأماكن التي بها ماء راكد، البرك، أحواض الدباغة

جردة، لجأ الإنسان إلى استخدام الملح، فالهدف منه ليس الحفاظ على الجلد فقط بل أيضاً الوقاية من هذه الكائنات.

تقنيات وأدوات الدباغة التقليدية

تعتبر صناعة الدباغة التقليدية في المغرب نتاج تراكم معرفي وتجارب متوارثة عبر الأجيال، حيث طور الحرفيون المغاربة تقنيات فريدة لتحويل الجلود النيئة إلى منتجات ذات جودة عالية. وتتميز هذه التقنيات بالاعتماد على مواد طبيعية مستمدة من البيئة المحلية، واستخدام الماء بشكل مكثف خلال مختلف مراحل العملية.

1
التنظيف والترطيب
2
إزالة الشعر والدهن
3
الدباغة والصباغة
4
التجفيف والتليين

دورة مراحل الدباغة التقليدية

عملية متكاملة تعتمد على المهارة الحرفية المتوارثة عبر الأجيال

مراحل الدباغة التقليدية

مرحلة التنظيف والترطيب للجلود
المرحلة الأولى

التنظيف والترطيب

تبدأ عملية الدباغة بتنظيف الجلود من الشوائب العالقة بها وترطيبها في أحواض مائية كبيرة، حيث تُنقع الجلود لمدة قد تصل إلى ثلاثة أيام. يعمل النقع على تليين الجلود وإزالة الدم والأوساخ العالقة بها، كما يساعد على تسهيل إزالة الشعر في المرحلة التالية.

تُضاف إلى أحواض النقع بعض المواد المساعدة كالملح والجير، التي تساعد على حفظ الجلود من التعفن وتسهيل عملية التنظيف. وفي هذه المرحلة يعمل الدباغون غالباً بأقدامهم، حيث يدوسون على الجلود داخل الأحواض لتسريع عملية التنظيف وتليين الألياف.

مرحلة إزالة الشعر والدهن
المرحلة الثانية

إزالة الشعر والدهن

بعد النقع، تُستخرج الجلود من الأحواض وتُمدد على سطح مستوٍ، ثم يقوم الحرفيون باستخدام أدوات خاصة (كالسكاكين المنحنية والمكاشط) لإزالة الشعر والدهون العالقة بالجلد. تُعتبر هذه المرحلة من أكثر المراحل صعوبة وتتطلب خبرة ومهارة عالية للحفاظ على سلامة الجلد وعدم إتلافه.

يعمل الدباغون في هذه المرحلة بدقة متناهية، حيث يقومون بتنظيف الجلد من الداخل والخارج، وإزالة بقايا اللحم والدهن العالق به، وإزالة الشعر من الطبقة الخارجية للجلد. وتُستخدم أحياناً بعض المواد المساعدة كالرماد والجير لتسهيل عملية إزالة الشعر.

مرحلة الدباغة والصباغة
المرحلة الثالثة

الدباغة والصباغة

تُعتبر هذه المرحلة جوهر عملية الدباغة، حيث يتم تحويل الجلد من مادة قابلة للتحلل إلى مادة متينة قادرة على مقاومة التعفن. يستخدم الدباغون المغاربة تقنية فريدة تعتمد على النباتات المحلية، حيث تُنقع الجلود في أحواض تحتوي على مستخلصات نباتية معينة كقشور الرمان والعفص وأوراق الشجر ولحاء شجرة السنديان.

في هذه المرحلة أيضاً، تتم صباغة الجلود بألوان مختلفة باستخدام أصباغ طبيعية مستخرجة من النباتات والمعادن. وتُعتبر صباغة الجلد باللون الأحمر والأصفر والأزرق من أشهر الألوان التقليدية في الدباغة المغربية، وتتطلب هذه العملية خبرة كبيرة للحصول على اللون المطلوب بالدرجة المناسبة.

مرحلة التجفيف والتليين
المرحلة الرابعة

التجفيف والتليين

بعد الانتهاء من عملية الدباغة والصباغة، تُغسل الجلود بالماء النظيف لإزالة بقايا المواد الكيميائية، ثم تُنشر في الشمس للتجفيف. يُراعى في هذه المرحلة مد الجلود بشكل منتظم لتجنب تشققها أو تجعدها أثناء التجفيف.

بعد التجفيف، تأتي مرحلة التليين، حيث يقوم الحرفيون بمعالجة الجلود باستخدام زيوت خاصة (كزيت الزيتون أو زيت السمك) لإكسابها ليونة ومرونة. ثم يتم فرك الجلود وطرقها بأدوات خاصة لتصبح ناعمة وقابلة للاستخدام في الصناعات المختلفة.

المواد والأدوات المستخدمة في الدباغة التقليدية

المواد الطبيعية

تميزت الدباغة المغربية التقليدية باستخدام مواد طبيعية مستمدة من البيئة المحلية، مما أكسب الجلود المغربية جودتها وتفردها. ومن أهم هذه المواد:

  • قشور الرمان: تُستخدم كمادة دابغة طبيعية غنية بحمض التانيك.
  • العفص: نوع من الطفيليات النباتية يحتوي على نسبة عالية من التانين.
  • لحاء شجرة الصنوبر والسنديان: يُستخدم في عملية الدباغة لغناه بالمواد القابضة.
  • الجير: يُستخدم في مرحلة النقع لتسهيل إزالة الشعر والدهون.
  • الملح: يُستخدم للحفاظ على الجلود من التعفن خلال فترة النقع.
  • النيلة والزعفران والكركم: تُستخدم كأصباغ طبيعية للجلود.
  • زيت الزيتون وشحم الحيوانات: يُستخدم في مرحلة التليين لإكساب الجلد المرونة والنعومة.

الأدوات التقليدية

أدوات الدباغة التقليدية

استخدم الدباغون المغاربة التقليديون مجموعة من الأدوات الخاصة، منها:

  • السكاكين المنحنية (المحزة): تُستخدم لإزالة الشعر والدهون من الجلد.
  • الأحواض الحجرية: أحواض كبيرة مصنوعة من الحجر أو الطين، تُستخدم في نقع الجلود ودباغتها.
  • المدق والمطرقة: تُستخدم في طرق الجلد وتليينه بعد التجفيف.
  • المنصة الخشبية: سطح مستوٍ يُستخدم لمد الجلود أثناء عملية التنظيف والكشط.
  • الفرشاة والمرق: تُستخدم في تطبيق الأصباغ والزيوت على الجلود.
  • الحبال والأوتاد: تُستخدم في تعليق الجلود للتجفيف.

البعد البيئي لصناعة الدباغة التقليدية

رغم الأهمية الاقتصادية والتاريخية لصناعة الدباغة التقليدية في المغرب، إلا أنها لا تخلو من آثار بيئية سلبية، خاصة في ظل غياب التقنيات الحديثة لمعالجة النفايات. وتُعتبر المياه العادمة من أبرز المشاكل البيئية المرتبطة بهذه الصناعة، حيث تُصرف مياه الدباغة المحملة بالملوثات إلى الأنهار والأودية دون معالجة، مما يؤثر سلباً على النظام البيئي.

الأثر البيئي لصناعة الدباغة

أحواض الدباغة في فاس - تظهر المياه الملونة المحملة بالمواد الكيميائية

المشاكل البيئية المرتبطة بصناعة الدباغة

تلوث المياه

تُصرف مياه الدباغة المحملة بالمواد الكيميائية (كالجير والملح والمواد الدابغة) إلى المجاري المائية دون معالجة، مما يؤدي إلى تلوث المياه السطحية والجوفية. كما تؤثر هذه المواد على الأحياء المائية وتسبب اختلالاً في النظام البيئي المائي.

الروائح الكريهة

تنبعث من دور الدباغة التقليدية روائح كريهة ناتجة عن تعفن بقايا الجلود وتحللها، بالإضافة إلى الروائح المنبعثة من المواد الكيميائية المستخدمة في عملية الدباغة. وتؤثر هذه الروائح على نوعية الهواء في المناطق المحيطة بدور الدباغة وتسبب إزعاجاً للسكان المجاورين.

النفايات الصلبة

تنتج عن عملية الدباغة كميات كبيرة من النفايات الصلبة، كبقايا الجلود وشعر الحيوانات والدهون، وغالباً ما يتم التخلص منها بطرق غير صحية، كإلقائها في المكبات العشوائية أو حرقها، مما يسبب تلوثاً بيئياً إضافياً.

الجهود المبذولة للحد من التلوث

في السنوات الأخيرة، بدأت الحكومة المغربية والمنظمات غير الحكومية في بذل جهود للحد من التلوث الناتج عن صناعة الدباغة التقليدية، من خلال:

  • إنشاء محطات لمعالجة المياه العادمة في بعض دور الدباغة الكبرى، كدار الدباغة في فاس.
  • تقديم الدعم الفني والمالي للدباغين التقليديين لتبني تقنيات أكثر صداقة للبيئة.
  • تنظيم دورات تدريبية للحرفيين حول طرق الدباغة النظيفة واستخدام المواد البديلة الأقل ضرراً بالبيئة.
  • إصدار قوانين وتشريعات تنظم عملية صرف مياه الدباغة وتفرض معالجتها قبل صرفها.
  • تشجيع البحث العلمي في مجال تطوير تقنيات الدباغة الصديقة للبيئة والمحافظة على الجودة التقليدية للمنتج.

التحديات المعاصرة والآفاق المستقبلية

تواجه صناعة الدباغة التقليدية في المغرب اليوم العديد من التحديات التي تهدد استمراريتها وتحافظ على موروثها الثقافي والمعرفي. ومن أبرز هذه التحديات المنافسة الشرسة من المنتجات الصناعية المستوردة، وارتفاع تكاليف الإنتاج، وقلة اليد العاملة الماهرة، بالإضافة إلى المشاكل البيئية المرتبطة بهذه الصناعة.

التحديات الاقتصادية والاجتماعية

  • المنافسة الصناعية: تواجه المنتجات الجلدية التقليدية منافسة شرسة من المنتجات الصناعية المستوردة، التي تتميز بانخفاض سعرها وتنوع أشكالها، مما أثر سلباً على الطلب على المنتجات التقليدية.
  • ارتفاع تكاليف الإنتاج: أدى ارتفاع أسعار المواد الخام والطاقة واليد العاملة إلى زيادة تكاليف الإنتاج، مما جعل المنتجات التقليدية أقل تنافسية من حيث السعر.
  • قلة اليد العاملة الماهرة: مع توجه الشباب إلى القطاعات الاقتصادية الأخرى، أصبحت صناعة الدباغة التقليدية تعاني من نقص في اليد العاملة الماهرة، مما يهدد بانقطاع سلسلة نقل المعرفة والمهارات بين الأجيال.
  • هجرة الحرفيين: هجرة الحرفيين من المناطق التقليدية للدباغة إلى المدن الكبرى بحثاً عن فرص عمل أفضل، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج في بعض المناطق التقليدية.

الجهود المبذولة للحفاظ على هذا التراث

رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها صناعة الدباغة التقليدية، إلا أن هناك جهوداً حثيثة تُبذل للحفاظ على هذا التراث الثقافي والصناعي المهم، ومن أبرز هذه الجهود:

  • التصنيف كتراث عالمي: سعي الحكومة المغربية إلى تصنيف دور الدباغة التقليدية، خاصة في فاس ومراكش، كتراث عالمي من قبل منظمة اليونسكو، مما يسهم في الحفاظ عليها وتعزيز مكانتها عالمياً.
  • التأهيل والترميم: إطلاق مشاريع لتأهيل وترميم دور الدباغة التقليدية، كمشروع ترميم دار الدباغة في فاس الذي مولته وكالة التنمية الأمريكية، بهدف الحفاظ على البنية التحتية لهذه المواقع التراثية.
  • التكوين المهني: إنشاء مراكز للتكوين المهني متخصصة في صناعة الجلود، لتدريب الشباب على تقنيات الدباغة التقليدية وتأهيلهم للعمل في هذا المجال.
  • التسويق السياحي: تعزيز مكانة دور الدباغة كمواقع سياحية، من خلال إدراجها في المسارات السياحية وتنظيم زيارات منتظمة لها، مما يسهم في تحسين دخل الحرفيين وتعريف السياح بهذا التراث.

نحو دباغة مستدامة

الدباغة المستدامة

تتجه الجهود اليوم نحو تطوير نموذج للدباغة المستدامة يجمع بين الحفاظ على التراث الثقافي وتقنيات الإنتاج التقليدية، وبين مراعاة البعد البيئي واستخدام تقنيات حديثة صديقة للبيئة.

استخدام مواد صديقة للبيئة

التوجه نحو استخدام مواد دابغة وأصباغ طبيعية، والابتعاد عن المواد الكيميائية الضارة.

معالجة المياه العادمة

إنشاء محطات لمعالجة المياه العادمة وإعادة تدويرها واستخدامها في عمليات الدباغة.

الطاقة المتجددة

الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، كالطاقة الشمسية، في تشغيل منشآت الدباغة.

التسويق المستدام

تطوير أساليب تسويق تعزز القيمة البيئية والثقافية للمنتجات الجلدية التقليدية.

صناعة الدباغة التقليدية في المغرب ليست مجرد حرفة، بل هي تراث ثقافي وحضاري متكامل يعكس التراكم المعرفي والتقني عبر قرون. ومع دخول العالم عصر التكنولوجيا والصناعات الحديثة، أصبح من الضروري الموازنة بين الحفاظ على هذا الموروث الثقافي وبين تطويره لمواكبة متطلبات العصر، خاصة في ظل التحديات البيئية الملحة.

خاتمة

تعتبر صناعة الدباغة التقليدية في المغرب تراثاً ثقافياً ومعرفياً يعكس براعة الحرفي المغربي وقدرته على الإبداع والابتكار. فمن خلال تقنيات متوارثة عبر الأجيال، استطاع الدباغون المغاربة تحويل مادة أولية بسيطة إلى منتجات ذات قيمة عالية، شهد لها العالم بالجودة والإتقان.

ورغم التحديات الكبيرة التي تواجهها هذه الصناعة اليوم، من منافسة المنتجات الصناعية وارتفاع تكاليف الإنتاج وقلة اليد العاملة الماهرة والمشاكل البيئية، إلا أن هناك فرصاً واعدة لتطويرها والحفاظ عليها. فمن خلال الجمع بين المهارات التقليدية والتقنيات الحديثة، والتركيز على القيمة الثقافية والبيئية للمنتجات، يمكن لصناعة الدباغة التقليدية أن تستمر وتزدهر، مساهمة في التنمية الاقتصادية والثقافية للمغرب.

منتجات جلدية مغربية تقليدية

منتجات جلدية مغربية تقليدية تعكس غنى التراث الثقافي للمغرب

عن الكاتب

مقتطف من عرض من إنجاز: عزيز فردان وعبد الله أمجهادي

ماستر: الماء في تاريخ المغرب
"كلية الاداب والعلوم الإنسانية، جامعة القاضي عياض"
مادة: الحرف المائية
تحت إشراف الدكتور: توفيق محمد لقبايبي

د. عزيز فردان

د. عزيز فردان

باحث في تاريخ النظم المائية والعمران بالمغرب الوسيط، حاصل على دكتوراه في التاريخ والحضارة الإسلامية من جامعة القاضي عياض.

التعليقات (3)

أضف تعليقك

أحمد محمد
أحمد محمد
20 مارس، 2025

بحث قيم جداً عن المنهج الخلدوني، استفدت منه في دراستي عن تاريخ النظم المائية. أود أن أضيف أن هناك تشابه كبير بين نظريات ابن خلدون ونظريات علم الاجتماع الحديثة في تفسير العلاقة بين الموارد الطبيعية والتنظيم الاجتماعي.

فاطمة العلوي
فاطمة العلوي
15 مارس، 2025

هل يمكن أن توضح أكثر كيف تم تطبيق المنهج الخلدوني في دراستكم للنظم المائية في المغرب الوسيط؟ لدي اهتمام خاص بهذا الموضوع وأعمل على بحث مشابه.

عبد الرحمن الناصري
عبد الرحمن الناصري
10 مارس، 2025

مقال رائع وثري بالمعلومات. أعتقد أن فهم منهجية ابن خلدون يساعدنا على إعادة قراءة التاريخ الإسلامي بنظرة نقدية تحليلية. سؤالي: هل تعتقد أن مفهوم العصبية عند ابن خلدون يمكن أن يفسر ظهور بعض المراكز العمرانية حول الموارد المائية في المغرب الوسيط؟

د. عزيز فردان
د. عزيز فردان الكاتب
12 مارس، 2025

شكراً على هذا السؤال المهم. نعم، يمكن توظيف مفهوم العصبية الخلدوني في تفسير نشأة المراكز العمرانية حول مصادر المياه، خاصة في المناطق الصحراوية والواحات، حيث شكلت القبائل والعشائر تحالفات وعصبيات لإدارة الموارد المائية المحدودة. سأتناول هذا الموضوع بشكل مفصل في مقال قادم.

شارك المقال

إذا أعجبك المقال، شاركه مع زملائك وأصدقائك المهتمين بالتاريخ والدراسات الإسلامية

اشترك في النشرة البريدية

احصل على أحدث المقالات والدراسات مباشرة إلى بريدك الإلكتروني

قد يهمك أيضًا

تقنيات الري التقليدية
النظم المائية

تقنيات الري التقليدية وتأثيرها في التنمية الزراعية

25 فبراير، 2025 | 8 دقائق للقراءة

استكشاف لتقنيات الري التقليدية في المغرب وكيف ساهمت في بناء نموذج زراعي مستدام يمكن الاستفادة منه في مواجهة التحديات المناخية المعاصرة.

قراءة المزيد
العمارة الإسلامية
العمران الإسلامي

العمارة الإسلامية ودور الماء في تشكيل فضاءاتها

15 مارس، 2025 | 12 دقيقة للقراءة

دراسة تحليلية لدور الماء في التصميم المعماري للمدن الإسلامية، مع التركيز على نماذج من فاس ومراكش والرباط كأمثلة للعمران المائي المغربي.

قراءة المزيد
الفقه المائي
الدراسات الدينية

الفقه المائي وأثره في تنظيم الحياة الاجتماعية

5 مارس، 2025 | 10 دقائق للقراءة

بحث في أحكام المياه في الفقه الإسلامي وكيفية تأثيرها على تنظيم المجتمعات المغربية من خلال نظام حقوق الماء والسقي وتوزيع الأدوار.

قراءة المزيد

تواصل معنا

هل لديك أسئلة أو استفسارات حول مواضيع المقالات؟ هل ترغب في المشاركة في أبحاثنا؟ نحن هنا للإجابة على جميع استفساراتك